<- مكتبة الكابالا
الاستمرار في القراءة ->
مكتبة الكابالا

Ramchal

Agra

مكتبة الكابالا الرئيسية /

Bnei Baruch / الدرس 2: ليشما من منطلق الإيمان بالحكماء

مؤتمر الكابالا العالمي - الاتصال بـ Lishma - 20-21 فبراير 2025

مؤتمر الكابالا العالمي - "الاتصال بليشما"

الدرس ٢: "ليشما" من منطلق الإيمان بالحكماء

١. هناك مسألة فوق العقل، وهي بمثابة الرغبة في السير مغمض العينين. أي أنه رغم أن العقل والحسّ لا يفهمان ما يقوله لنا حكماءنا، إلا أنهم يقبلون على أنفسهم الإيمان بالحكماء، ويقولون إنه يتوجب علينا أن نأخذ على عاتقنا الإيمان بالحكماء، كما هو مكتوب: "فآمنوا بالربّ وبعبده موسى". وبدون الإيمان، لا يمكن تحقيق أي شيء في الروحانيات.  

٢. لولا الحكماء، لما عرف الناس ما هي التوراة، وما هي وصايا ربّ العالم، ولم يكن هناك فرق بين روح الإنسان وروح البهيمة.  
("الزوهار للجميع"، سفر שמות، مقال "وقام ملك جديد"، البند ٨٤)  

٣. درجات التوراة لِשמה لا حدّ لها، وإحدى هذه الدرجات هي أنه عند قيامه في منتصف الليل، عليه أن يلتزم بقراءة: "الجالسة في الجنّات، الأصدقاء يصغون لصوتك، أسمعيني"، وهو أن يربط نفسه مع أرواح الصدّيقين في جنّة عدن، ويتّحد معهم ليترقّى في نعيم الانشغال بالتوراة، ويربط نفسه، روحه ونَسَمَته بباطن حروف التوراة، ويصلهم باللانهائيّ المبارك، ويوحّد القدّوس المبارك هو وشِخينَتِه [روح السكن]. وهذا الطريق أيضًا لا يمكن تحقيقه قبل أن يرتبط بالصدّيقين في جيله، ويواظب على أبوابهم كلّ يوم. ومن يلقي بنفسه في تراب أقدامهم بصدق، ويرجو النور في نور التوراة، فإنّ كلّ ما لم يبلغه في هذا العالم السفليّ، سيبلغه في نهايته في جنّة عدن. وهذا هو الغاية من نعيم العالم الآتي: بلوغ الأنوار العُليا والتمتع بإشعاع الشخينة [روح السكن].  
("מאור ושמש"، פרשת שופטים)  

٤. أُعطي الإنسان العقل والفهم ليتمكّن من إدراك كلّ شيء وفقًا للعقل. وهنا يُقال لنا أن نسير على طريق قبول الإيمان بالحكماء، ويريد الإنسان أن يفهم هذا الطريق، وبما أنه طالما كان الإنسان لا يزال خاضعًا لحكم الإرادة في التلقّي لنفسه، فلا يمكنه بنفسه أن يعرف ما هو الخير وما هو الشر، بل عليه أن يقبل كلّ شيء كما حدّده لنا الحكماء، وإلّا فإن الغبار والتراب سيدخلان إلى عينيه ولن يتمكّن من التقدّم إلى الأمام. أمّا عندما لا ننتقد كلام الحكماء، ولا نرغب في قبول أقوالهم ضمن حدود العقل، فبذلك تحديدًا نستحقّ الحصول على معرفة القداسة.  

وهذا لأنّ السبب كلّه في حاجتنا إلى السير فوق العقل هو أنّنا غارقون في محبّة الذات. لذلك، من خلال الإيمان فوق العقل، نستحقّ أوعية العطاء.  
(الراباش، مقال ١ "ما معنى أن نكون رأسًا لا ذنبًا في العمل"، ١٩٩٠)  

٥. يجب على الإنسان أن يعتمد على رأي معلمه، ويؤمن بما يقوله له معلمه. أي أنّه يجب عليه أن يسير كما أمره معلمه. ورغم أنّه يرى العديد من الآراء، ويشاهد الكثير من التعاليم التي لا تتماشى مع رأي معلمه، فعليه مع ذلك أن يعتمد على رأي معلمه.  
(باعل هسولام [صاحب السلم]، "شمعتي"، مقال ٤٠، "ما هو مقدار الإيمان بالمعلم")  

٦. من خلال الالتصاق بتلاميذ الحكماء، يمكن الحصول على نوع من الدعم. أي أنّه لا يمكن لأحد أن يساعده سوى التلميذ الحكيم، ولا شيء آخر. حتى لو كان عظيمًا في التوراة، فإنه يُعتبر "عامّيًا" إن لم يُمنح شرف التعلّم من فم الخالق. لذلك، يجب على الإنسان أن يخضع أمام التلميذ الحكيم، ويقبل على نفسه ما يضعه عليه التلميذ الحكيم، دون أي جدال، بل بطريق فوق العقل.  
(باعل هسولام [صاحب السلم]، "شمعتي"، مقال ١٠٥، "ابن الزنا التلميذ الحكيم يسبق الكاهن العظيم العامّي")  

٧. عندما لا يكون للإنسان جانب يُرجّح به الأمر، لا إلى هذا الاتجاه ولا إلى ذاك، بحيث لا يستطيع التمييز بين إرادة الخالق ونيّة معلمه، فحتى لو كان قادرًا على القيام بأعمال بتفانٍ كامل، إلا أنّه لا يستطيع أن يحسم ما إذا كان هذا العمل المتفاني في موضعه الصحيح، أو على العكس، أن يكون هذا العمل الشاقّ مخالفًا لرأي معلمه وإرادة الخالق.  

ولحسم الأمر، يختار الإنسان ما يزيد من الجهد. أي أنّه يجب عليه أن يعمل وفقًا لمعلمه، لأنّ الجهد وحده هو ما يُطلب من الإنسان، وليس أي شيء آخر. وبالتالي، ليس لديه أي مجال للشكّ في أفعاله وأفكاره وكلماته، بل يجب عليه دائمًا أن يزيد من الجهد.  
(باعل هسولام [صاحب السلم]، "شمعتي"، مقال ١٨٧، "الترجيح في الجهد")  

٨. الصدّيق، بفضل برّه العظيم، يُدخِل رغبته وأفكاره الطيّبة في الآخرين، حتى يكون لديهم أيضًا الرغبة الصالحة في الالتصاق بالخالق بكل قلوبهم. ومن خلال إدخال هذه الرغبة في الآخرين، يُعتبر هذا بالفعل عملًا، لأنّ ما لديه من رغبة أصبح فعلًا في الآخرين. وهذا هو تفسير الآية: **"تفتح يدك وتُشبع كل حيٍّ رضًا"**، إذ إنّ الصدّيق يمدّ فيضه إلى العوالم ولكلّ إنسان، وبماذا يفعل ذلك؟ بإدخال رغبته في الآخرين. فيتبيّن أنّ الجميع يصبحون صدّيقين بواسطته، ولذلك يستطيع أن يُفيض عليهم وفرة عظيمة، حيث إنّ الصدّيق هو من يفتح يدَي الخالق، إذا جاز التعبير، ليُسبغ نعمه على العالم. وبماذا يفتح؟ يفسّر النصّ: **"وتُشبع كل حيٍّ رضًا"**، أي بإشباع الجميع برغبة محبّة الخالق.  
("נועם אלימלך"، ליקוטי שושנה)