<- مكتبة الكابالا
الاستمرار في القراءة ->
مكتبة الكابالا

Ramchal

Agra

مكتبة الكابالا الرئيسية /

Baal HaSulam / مقدمة لحكمة الكابالا

مُقَدِّمَةٌ فِي حِكْمَةِ الكَابَالَا

أ) قَالَ رَبِّي حَنَنِيَا بْن عَكاشِيَا: "رَأَى الرَّبُّ أَنْ يُزَكِّي إِسْرَائِيلَ، لِذَٰلِكَ أَعَاطَاهُمْ كَثِيرًا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْوَصَايَا كَمَا قَالَ: "الرَّبُّ يُرِيدُ مِنْ أَجْلِ بَرِّهِ أَنْ يَرْفَعَ التَّوْرَاةَ وَيُعَظِّمَهَا" (مَكُّوت 23 ب). وَمِنَ ٱلْمَعْرُوفِ أَنَّ ٱلزَّكَآةَ هِيَ مِنْ كَلِمَةِ "ٱلْاِزْدِيَادِ فِي ٱلطَّهَارَةِ" أَوْ "ٱلتَّنْقِيَةِ"، كَمَا قَالَ حُكَمَاؤُنَا: "لَمْ تُعْطَ ٱلْوَصَايَا إِلَّا لِتَنْقِيَةِ إِسْرَائِيلِ بِهَا" (بِيرِيشِيت رَبَّا، بَدَايَةِ ٱلْفَصْلِ 44). يَجِبُ أَنْ نَفْهَمَ ٱلزَّكَآةَ الَّتِي نُحَقِّقُهَا مِنْ خِلَالِ ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلْوَصَايَا، وَمَا هِيَ ٱلْغِلَاظَةُ الَّتِي فِينَا وَٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُنَقِّيَهَا بِٱلتَّوْرَاةِ وَٱلْوَصَايَا.

 

وَبِمَا أَنَّنَا قَدْ تَحَدَّثْنَا عَنْ هَٰذَا فِي كُتُبِي "بَانِيمُ وَمَسْبِيرُوت" وَ"دِرَاسَةِ ٱلْعَشَرِ سَفِيرُوت"، فَسَأُعِيدُ تَلْخِيصَهُ بِإِيجَازٍ هُنَا، حَيْثُ كَانَتْ فِكْرَةُ ٱلْخَلْقِ هِيَ إِسْعَادُ ٱلْمَخْلُوقَاتِ وَفْقًا لِكَرَمِهِ ٱلْوَاسِعِ. وَلِذَٰلِكَ تَمَّ غَرْسُ رَغْبَةٍ وَشَهْوَةٍ عَظِيمَتَيْنِ فِي ٱلنُّفُوسِ لِتَلَقِّي كَرَمِهِ.

 

لِأَنَّ ٱلْإِرَادَةَ فِي ٱلْاِسْتِقْبَالِ هِيَ ٱلْوِعَاءُ لِقِيَاسِ ٱلْمُتْعَةِ فِي ٱلْكَرَمِ، بِمَا أَنَّ قُوَّةَ ٱلْإِرَادَةِ فِي ٱلْاِسْتِقْبَالِ، وَهِيَ ٱلْاِسْتِعْدَادُ لِاسْتِقْبَالِ ٱلْكَرَمِ، تَتَنَاسَبُ تَمَامًا مَعَ قِيَاسِ ٱلْمُتْعَةِ وَٱلسُّرُورِ فِي ٱلْكَرَمِ. وَهُمَا مُرْتَبِطَانِ ٱرْتِبَاطًا لَا يُمْكِنُ فَصْلُهُمَا إِلَّا فِي ٱلْعَلَاقَةِ بَيْنِهِمَا: ٱلْمُتْعَةُ مَرْتَبِطَةٌ بِٱلْكَرَمِ، وَٱلرَّغْبَةُ ٱلْكَبِيرَةُ فِي ٱسْتِقْبَالِهِ مَرْتَبِطَةٌ بِٱلْمَخْلُوقِ ٱلَّذِي يَسْتَقْبِلُهُ.

 

وَهَذَانِ ٱلْعُنْصُرَانِ يَنْشَآنِ مِنَ ٱلْخَالِقِ بِٱلضَّرُورَةِ، وَلَٰكِنَّنَا يَجِبُ أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا عَلَى ٱلنَّحْوِ ٱلَّذِي ذُكِرَ سَابِقًا: ٱلْكَرَمُ يَأْتِي مِنْ ذَاتِهِ، مُمْتَدًّا مِنَ ٱلْوُجُودِ إِلَى ٱلْوُجُودِ، وَٱلْإِرَادَةُ فِي ٱلْاِسْتِقْبَالِ ٱلْمُتَضَمِّنَةُ فِيهِ هِيَ جَذْرُ ٱلْمَخْلُوقَاتِ. بِمَعْنًى آخَرَ، هِيَ جَذْرُ ٱلْبِدَايَةِ، أَيِ ٱظْهَارُ ٱلْوُجُودِ مِنَ ٱلْعَدَمِ، لِأَنَّنَا نَعْلَمُ بِتَأَكُّدٍ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ شَكْلٌ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْإِرَادَةِ فِي ٱلْاِسْتِقْبَالِ فِي ذَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.

 

وَعَلَيْهِ، يُعْتَبَرُ أَنَّ ٱلْإِرَادَةَ فِي ٱلْاِسْتِقْبَالِ ٱلْمَذْكُورَةَ هِيَ جَوْهَرُ ٱلْخَلْقِ كُلِّهِ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ. وَبِالْتَّالِي، كُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ، وَكُلُّ حَالاَتِهِمْ ٱللَّا مُتَنَاهِيَةِ وَسُلُوكِهِمْ الَّتِي ظَهَرَتْ وَٱلَّتِي سَتَظْهَرُ، هِيَ مُجَرَّدُ مَقَايِيسِ وَقِيَمٍ مُخْتَلِفَةٍ لِلْإِرَادَةِ فِي ٱلْاِسْتِقْبَالِ. كُلُّ مَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي تِلْكَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ، أَيُّ كُلِّ مَا يَتِمُّ قَبُولُهُ فِي ٱلْإِرَادَةِ فِي ٱلْاِسْتِقْبَالِ ٱلْمَطْبُوعَةِ فِيهَا، يَمْتَدُّ مِنْ ذَاتِهِ، مِنْ وُجُودٍ إِلَى وُجُودٍ. وَلَيْسَ خَلْقًا جَدِيدًا، مِنَ ٱلْعَدَمِ إِلَى ٱلْوُجُودِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ جَدِيدًا أَبَدًا. بَلْ هُوَ مُمْتَدٌّ مِنْ أَبَدِيَّةِ وُجُودِهِ مِنْ وُجُودٍ إِلَى وُجُودٍ.

 

ب) وَكَمَا قُلْنَا، إِنَّ إِرَادَةَ ٱلْاِسْتِقْبَالِ مَشْمُولَةٌ ضِمْنَ فِكْرَةِ ٱلْخَلْقِ، بِكُلِّ مَا فِيهَا مِنَ ٱلْقِيَمِ، مَعَ ٱلْكَرَمِ ٱلْعَظِيمِ الَّذِي قَصَدَ رَبُّهُ أَنْ يُسْعِدَ بِهِمْ وَيُعْطِيَهُمْ. وَاعْلَمْ أَنَّ هَٰذَا هُوَ ٱلنُّورُ وَٱلْوِعَاءُ الَّذِي نَفْرِقُهُ فِي ٱلْعَوَٰلِمِ ٱلْعُلْيَا، فَإِنَّهُ يَأْتِي بِالضَّرُورَةِ مَرْبُوطًا بِبَعْضِهِ وَيَتَسَاقَطُ مَعًا دَرَجَةً دَرَجَةً. وَبِقَدْرِ مَا تَنْزِلُ ٱلْمَدَارِجُ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ وَتَبْعُدُ عَنْهُ تَعَالَىٰ، كَذَٰلِكَ يُقَاسُ قِيَاسُ ٱلْتَحَقُّقِ لِإِرَادَةِ ٱلْاِسْتِقْبَالِ ٱلْمَشْمُولَةِ فِي ٱلْكَرَمِ.

 

وَيُمْكِنُ أَيْضًا قَوْلُ عَكْسِ ذَٰلِكَ: إِنَّ قَدْرَ تَحَقُّقِ إِرَادَةِ ٱلْاِسْتِقْبَالِ فِي ٱلْكَرَمِ، يَنْزِلُ دَرَجَةً دَرَجَةً، كَمَا كُتِبَ تَحْتَ. حَتَّى ٱلْمَكَانِ ٱلْمُنْخَفِضِ فِي جَمِيعِ ٱلْأَمَاكِنِ، حَيْثُ تَتَحَقَّقُ إِرَادَةُ ٱلْاِسْتِقْبَالِ هُنَاكَ بِكُلِّ قِيَاسِهَا ٱلْمُلَائِمِ، يُنْظَرُ إِلَىٰ هَٰذَا ٱلْمَكَانِ بِٱسْمِ عَالَمِ ٱلْعَمَلِ، وَإِرَادَةُ ٱلْاِسْتِقْبَالِ تُعْتَبَرُ كَجَسَدِ ٱلْإِنسَانِ، وَٱلْكَرَمُ الَّذِي يَحْصُلُ عَلَيْهِ يُعْتَبَرُ كَمِقْدَارِ حَيَاةِ ٱلْجُودِ فِي ذَٰلِكَ ٱلْجَسَدِ.

 

وَمِثْلُ ذَٰلِكَ فِي سَائِرِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ فِي هَٰذَا ٱلْعَالَمِ. وَبِهَٰذَا، فَإِنَّ ٱلْفَرْقَ ٱلْوَحِيدَ بَيْنَ ٱلْعَوَٰلِمِ ٱلْعُلْيَا وَهَٰذَا ٱلْعَالَمِ هُوَ أَنَّهُ مَا دَامَتْ إِرَادَةُ ٱلْاِسْتِقْبَالِ ٱلْمَشْمُولَةُ فِي كَرَمِهِ تَعَالَىٰ لَمْ تَتَحَقَّقْ بِصُورَتِهَا ٱلنِّهَائِيَّةِ، فَإِنَّهَا تَحْتَسَبُ أَنَّهَا فِي ٱلْعَوَٰلِمِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ فَوْقَ هَٰذَا ٱلْعَالَمِ. وَبَعْدَ أَنْ تَتَحَقَّقَ إِرَادَةُ ٱلْاِسْتِقْبَالِ بِصُورَتِهَا ٱلنِّهَائِيَّةِ، فَإِنَّهَا تَحْتَسَبُ أَنَّهَا فِي هَٰذَا ٱلْعَالَمِ.

 

ج) وَتَسْلِيكُ ٱلْاِشْتِهَادِ ٱلْمَذْكُورِ حَتَّىٰ تَأْتِيَ إِرَادَةُ ٱلْاِسْتِقْبَالِ إِلَىٰ صُورَتِهَا ٱلنِّهَائِيَّةِ فِي هَٰذَا ٱلْعَالَمِ، هُوَ عَلَىٰ تَرْتِيبِ أَرْبَعِ فَحْصَاتٍ تَكُونُ فِي أَرْبَعِ حُرُوفِ ٱسْمِ بِنْ دَ. فَإِنَّ أَرْبَعَ حُرُوفِ ٱلْهَوَיהِ فِي ٱسْمِهِ تَعَالَىٰ تَشْمَلُ كُلَّ ٱلْمَوْجُودَاتِ كُلَّهَا دُونَ أَيِّ اِسْتِثْنَاءٍ. وَمِنْ حَيْثُ ٱلْكُلِّ، فَإِنَّهَا تَتَبَيَّنُ فِي ٱلْعَسْفِ: حَكْمَةٌ، فِكْرَةٌ، تَفَاعُلٌ، مَلَكُوتٌ، وَجَذْرُهُ. وَهُمَا عَشَرَةُ سَفِيرُوتٍ، فَإِنَّ سَفِيرَةَ ٱلتَّفَاعُلِ تَشْمَلُ فِيهَا سِتَّ سَفِيرُوتٍ دَاخِلِيَّةً تُدْعَىٰ حَجَتْ نَهْيَ. وَٱلْجَذْرُ يُدْعَىٰ تَاجِرًا، وَلَٰكِنَّ فِي ٱلْجَوْهَرِ تُدْعَىٰ حَكْمَةٌ وَفِكْرَةٌ وَتَفَاعُلٌ وَمَلَكُوتٌ. وَتَذَكَّرْ هَٰذَا. وَهُمْ أَرْبَعَةُ عَوَٰلِمٍ تُدْعَىٰ: أَتْسِيلُوتٌ، بَرِيَّةٌ، يَتْسِيرَةٌ، عَمَلٌ. وَعَالَمُ ٱلْعَمَلِ يَشْمَلُ فِيهِ أَيْضًا هَٰذَا ٱلْعَالَمَ. وَبِهَٰذَا، فَلَا تَجِدُ مَخْلُوقًا فِي هَٰذَا ٱلْعَالَمِ لَا يَكُونُ مُتَجَدِّدًا مِنْ أَيْنَ صُوفٍ بِحَمْدِهِ، أَيْ فِي فِكْرَةِ ٱلْخَلْقِ لِيَسْعَدَ مَخْلُوقَاتِهِ، كَمَا قُلتُ سَابِقًا. وَهِيَ بِالضَّرُورَةِ مَشْمُولَةٌ تِيكْ فِي نُورٍ وَوِعَاءٍ، بِمَعْنَىٰ مِقْدَارٍ مِّنَ ٱلْكَرَمِ مَعَ إِرَادَةِ ٱلْاِسْتِقْبَالِ لِذَٰلِكَ ٱلْكَرَمِ.

 

مِقْدَارُ ٱلْكَرَمِ يَمْتَدُّ مِنَ ٱلْوُجُودِ إِلَىٰ ٱلْوُجُودِ مِنْ ذَاتِهِ تَعَالَىٰ، وَإِرَادَةُ ٱلْاِسْتِقْبَالِ لِلْكَرَمِ هِيَ خَلْقٌ جَدِيدٌ مِنَ ٱلْعَدَمِ إِلَىٰ ٱلْوُجُودِ، كَمَا قُلْتُ سَابِقًا. وَلَٰكِنَّ إِرَادَةَ ٱلْاِسْتِقْبَالِ هَٰذِهِ تَفَجُوُّ جَمِيعَ صُورَتِهَا ٱلنِّهَائِيَّةِ فِي أَعْدَادٍ عَلَىٰ ٱلْتَّسْلِيكِ فِي ٱلْعَوَٰلِمِ ٱلْأَرْبَعَةِ: أَتْسِيلُوتٌ، بَرِيَّةٌ، يَتْسِيرَةٌ، عَمَلٌ، وَفِي نِهَايَةِ التَّجَلِّي تَكْمُلُ ٱلْخَلْقُ فِي نُورٍ وَوِعَاءٍ، تُدْعَىٰ "جَسَدًا" وَنُورُ ٱلْحَيَاةِ فِيهِ.

 

د) وَحَاجَةُ ٱلْاِشْتِهَادِ لِتَسَلُّكِ إِرَادَةِ ٱلْاِسْتِقْبَالِ عَلَىٰ دُوَلِ ٱلْفَحْصَاتِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي أَبِيَعَةِ ٱلْعَوَٰلِمِ، هِيَ بِسَبَبِ أَنَّ هُنَاكَ قَاعِدَةٌ عَظِيمَةٌ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْوِعَاءِ، أَنَّ تَوَسُّعَ النُّورِ وَٱنْسِحَابَهُ هُوَ الَّذِي يَجْعَلُ ٱلْوِعَاءَ مُؤَهَّلًا لِمَهَمَّتِهِ. يَعْنِي أَنَّهُ مَا دَامَ ٱلْوِعَاءُ لَمْ يَفْتَرِقْ عَنْ نُورِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ مَشْمُولًا فِي ٱلنُّورِ وَمَبْطُولًا فِيهِ كَشَمْعَةٍ أَمَامَ ٱلْمِشْعَلَةِ.

 

وَأَمَّا بَيَانُ ٱلْمَبْطُولِ هَٰذَا فَهُوَ لِأَنَّهُ يَكُونُ فِي ٱلْتَّمَامِ فَارِقًا بَيْنَهُمَا فِي أَطْرَافِهِمَا، لِأَنَّ النُّورَ يَمْتَدُّ مِنْ ذَاتِهِ تَعَالَىٰ، مِنْ وُجُودٍ إِلَىٰ وُجُودٍ. وَمِنْ مَنْظُورِ فِكْرَةِ ٱلْخَلْقِ فِي ٱلْأَيْنِ صُوفِ، فَإِنَّهُ كُلُّهُ فِي ٱلْإِعْطَاءِ وَلَا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ مِّنْ إِرَادَةِ ٱلْاِسْتِقْبَالِ. وَمُخَالِفٌ لَهُ هُوَ ٱلْوِعَاءُ، إِرَادَةُ ٱلْاِسْتِقْبَالِ ٱلْعَظِيمَةُ لِذَٰلِكَ ٱلْكَرَمِ، وَهِيَ جَذْرُ ٱلْمَخْلُوقِ ٱلْمُحْدَثِ، الَّذِي لَا يَكُونُ فِيهِ شَيْءٌ مِّنَ ٱلْإِعْطَاءِ.

 

وَلِذَٰلِكَ، فَفِيمَا هُمَا مَرْبُوطَانِ بَعْضُهُمَا بِبَعْضٍ، تَفَجُّ إِرَادَةِ ٱلْاِسْتِقْبَالِ فِي ٱلنُّورِ ٱلْمُشْمُولِ فِيهِ، وَلَا يَسْتَطِيعُ تَحْدِيدَ صُورَتِهِ إِلَّا بَعْدَ ٱنْسِحَابِ ٱلنُّورِ عَنْهُ مَرَّةً وَاحِدَةً. فَبَعْدَ ٱنْسِحَابِ ٱلنُّورِ عَنْهُ، يَبْدَأُ فِي ٱشْتِيَاقٍ كَبِيرٍ إِلَيْهِ، وَهَٰذَا ٱلشَّتِيَاقُ هُوَ الَّذِي يَحْدِدُ وَيُقَرِّرُ صُورَةَ إِرَادَةِ ٱلْاِسْتِقْبَالِ بِالطَّرِيقَةِ ٱلْمُلَائِمَةِ، وَبَعْدَ ذَٰلِكَ، عِندَمَا يَحْتَسِي ٱلنُّورُ فِيهِ مَرَّةً أُخْرَىٰ، يُنظَرُ إِلَيْهِ كَأَمْرَيْنِ مُفَارِقَيْنِ: وِعَاءٌ وَنُورٌ، أَوْ جَسَدٌ وَحَيَاةٌ. فَانْتَبِهْ جَيِّدًا فَإِنَّ هَٰذَا عَمِيقٌ مِنْ كُلِّ عَمِيقٍ.