الاجتماع المحلي
"الحرية"
هذا الأسبوع نواصل القراءة من توضيحات باعل هسולام حول حرية الاختيار.
كما ذكرنا سابقًا، كتب باعل هسولام بإسهاب من أجل مساعدة الطلاب على تحقيق غاية الخلق – وهي الوصول إلى التماثل في الصورة مع صفات الخالق، أي المحبة والعطاء. هذا الأسبوع، نقرأ عن العوامل الأربعة.
في الاجتماع المحلي، سنقرأ مقاطع مختارة من المقال، ثم نحاول أن نفهم ما يجري في النص، يتبع ذلك قراءة أخرى ونقاش مشترك حول المواضيع المطروحة.
كما نُضيف مقاطع فيديو إضافية من دروس الراب الدكتور ميخائيل لايتمان، كإيضاحات مهمة للمقال.
أولًا، تذكير سريع بما تناولناه الأسبوع الماضي:
مبدأ السبب والنتيجة
قانون السببية (السبب والنتيجة) هو قانون أساسي في الطبيعة.
وينص على أنه لا يوجد تكوّن أو تصرف في العالم ينشأ من العدم، بل من موجود سابق.
تحوُّل الأشكال
كل شيء يتخلّى عن شكله السابق ويتّخذ شكلًا جديدًا.
كل حالة أو حدث ناتج عن أسباب سابقة دفعتْه لأن يتغيّر بطريقة معيّنة – وليس بطريقة أخرى.
هدف واحد وراء جميع الأسباب
كل الأسباب والنتائج تخدم هدفًا واحدًا: فكرَة الخلق.
وقد وُضع هذا الهدف من البداية، وُعبر عنه بقولهم: "نهاية الفعل في الفكرة الابتدائية"، وهو معلوم مُسبقًا.
ويشمل رغبة الخالق، ومسار التطوّر، والحالة النهائية.
لا وجود للصدف
لا توجد أحداث عشوائية – كل شيء مُقدَّر ومُبرمج بحسب غاية الخلق.
الخلق يسير وفق قوانين ثابتة ومطلقة.
ونحن لا نرى هذه القوانين، لذلك تبدو الأحداث لنا عشوائية.
وهم الحرية
كل أجزاء الطبيعة تتطوّر.
وهذا يُولِّد لدى الإنسان إحساسًا بالتفرّد.
التغيّر المستمر يُنتِج وهمًا بوجود إرادة حرة.
أربعة عوامل
اعلم أن كلّ ظاهرةٍ تتحقّق في كائنات العالم يجب أن تُفهم على أنها لا تنشأ من «يِش مِعِين – יש מאין» (وجود من عدم)، بل من «يِش مِيِش – יש מיש» (وجود من وجود). أي إنها تنبثق عن ماهيةٍ مادّية تخلع هيئتها السابقة وتلبس الهيئة الجديدة التي تتشكّل بها الآن.
لذلك يجب أن نفهم أن في كل نشوءٍ في العالم تشترك أربعة عوامل، ومن اجتماعها جميعًا يولد ويتحدّد ذلك النشوء. وهذه العوامل هي:
١) هَمَّتسَع – המצע (المادّة الأساسية).
٢) مسار السبب والنتيجة الخاص بطبيعة المادّة من ذاتها، وهو ثابت لا يتغيّر.
٣) المسار الداخلي للسبب والنتيجة فيها، والذي يتغيّر بسبب التفاعل مع قوى غريبة.
٤) المسار الخارجي للسبب والنتيجة الذي تؤثّر به عليها عواملٌ غريبة من الخارج.
وسأشرحها واحدةً واحدةً:
العامل الأول: هَمَّتسَع – המצע (المادّة الأساسية)
١) المقصود بـ «هَمَّتسَع» هو المادّة الأولى التي تخصّ ذلك النشوء، إذ «لا جديد تحت الشمس». فكل ظاهرة تحدث في عالمنا ليست «يِش مِعِين – יש מאין» (وجودًا من عدم)، بل «يِش مِيِش – יש מיש» (وجودًا من وجود) أي إن كيانًا ما يخلع هيئته السابقة ويلبس هيئة جديدة مختلفة عمّا كان عليه. وتلك الماهية التي خلعت هيئتها تُسمّى «هَمَّتسع»، وهي تحوي في باطنها القوّة التي ستظهر وتتحدّد في الصورة الأخيرة لذلك النشوء. لذا، فهي تُعدّ العامل الأساسي فيه.
نقاش مفتوح
وفقًا لفهمك، ما هو سبب تطورنا؟
العامل الثاني: السبب والنتيجة من ذات المادّة
هذا العامل هو نظام السبب والنتيجة المرتبط بخصائص المادّة الأساسية نفسها، وهو نظام ثابت لا يتغيّر.
ومثاله: حبّة قمح تتحلّل في التربة فتصبح صالحة للبذر من جديد. تُسمّى هذه الحالة المادّة الخام؛ أي إن ماهيّة حبّة القمح تتخلّى عن صورتها الأولى — أي شكل القمح — وتتحوّل إلى حالة جديدة هي بذرة متحلّلة خالية من أيّ شكل ظاهر. وبعد تحلّلها في الأرض تصبح مهيّأة لاكتساب صورة جديدة، وهي صورة سنابل القمح، فتنبُت وتخرج من تلك البذرة التي هي المادّة الخام.
ومعروف لدى الجميع أنّ هذا المصدر لا يمكن أن يتحوّل إلى شعير أو شوفان، بل فقط أن يعود ويتشابه مع شكله السابق، أي سنبلة القمح التي انفصل عنها. وعلى الرغم من أنّه يتغيّر إلى حدٍّ ما في الكمية والكيفية – إذ كان في شكله السابق سنبلة واحدة، وأصبح الآن عشر سنابل، وتغيّر في الطعم والمظهر أيضًا – فإن جوهر شكل القمح يبقى ثابتًا لم يتغيّر.
وبذلك، هناك هنا سلوكٌ من السبب والنتيجة يُعزى إلى خاصية المصدر نفسه، وهي لا تتغيّر أبدًا. ومن هنا، لن ينبت من القمح غير القمح، كما قلنا، وهذا ما يُطلق عليه "السبب الثاني".
مناقشة مفتوحة
يطرح السؤال، هل يمتلك الإنسان سيطرة على أي شيء خارج نطاق الطبيعة؟
العامل الثالث: السبب والنتيجة الداخلية
هذا العامل هو نظام السبب والنتيجة الداخلي الذي يتعلّق بالمادّة الأساسيّة نفسها، ويتأثّر باتّصالها بالقوى الخارجيّة من حولها.
مثاله: عندما تتحلّل حبّة القمح في التربة وتصبح بذرةً صالحة، فإنّها تُنتج سنابل كثيرة، وأحيانًا تكون أفضل وأجود من الحبّة الأصليّة التي زُرِعت. وهذا يعني أنّ هناك أسبابًا إضافيّة ساهمت مع القوّة الكامنة في المادّة الخام، فظهرت هذه الزيادة في الكمّية والجودة. وتتمثّل هذه الأسباب في المعادن والأملاح الموجودة في التربة، والماء، وأشعّة الشمس، التي تتفاعل مع القوّة المخزونة في البذرة وتساعدها — خطوةً بعد خطوة — على الازدياد والنموّ.
وينبغي أن نعرف أنّ هذا السبب الداخلي يندمج مع المادّة من داخلها، لأنّ القوّة الكامنة فيها هي التي تتحكّم بكلّ شيء، فتظلّ النتيجة دائمًا ضمن نوع القمح نفسه، ولا تتحوّل إلى نوع آخر. ولهذا يُسمّى هذا العامل سببًا داخليًّا، وهو يختلف عن السبب الثاني الذي لا يتغيّر أبدًا، بينما هنا تحدث تغييرات في الكمّية والجودة بحسب الظروف.
نقاش مفتوح
هل يمكن للشخص أن يتخيل العيش خارج نطاق الأوامر التي تنشأ من الداخل في كل لحظة؟
العامل الرابع: السبب والنتيجة الخارجية
هذا العامل هو نظام السبب والنتيجة الناتج عن قوى وعوامل خارجيّة تؤثّر في المادّة الأساسيّة من خارجها.
ومثاله: حبّة القمح التي زرعت في التربة تتأثّر — إلى جانب العوامل الداخلية — بعوامل خارجيّة لا علاقة مباشرة لها بها، مثل النباتات المجاورة، أو التغيّرات المناخيّة المفاجئة كالبرَد والرياح القوية وما شابه ذلك. هذه العوامل الخارجيّة قد تغيّر شيئًا في حالتها أو في نموّها، فتؤثّر في جودة المحصول وكميّته، إمّا بزيادة أو نقصان، أو حتى بإفساده.
وهكذا نجد أنّ أيّ حالة تتكوّن في المادّة الأساسية خلال تطوّرها تعتمد دائمًا على اجتماع هذه العوامل الأربعة معًا: العامل الأوّل (المادّة الخام)، العامل الثاني (السبب والنتيجة من ذات المادّة)، العامل الثالث (الأسباب الداخلية المتغيرة)، والعامل الرابع (الأسباب الخارجيّة الطارئة). ومن تفاعل هذه العوامل جميعًا تتحدّد صورة النتيجة، سواء في الكمّ أو الكيف.
مقاطع
أسئلة الورشة (مختارة بناءً على تدفق الاجتماع)
لماذا من المهم بالنسبة لنا معرفة هذه العوامل؟
إلى أين يقودك جزء المقال لهذا الأسبوع؟
كيف نبدأ في تحليل هذه الأمور المهمة؟
كيف تفهم التطورات من العوامل التي قرأناها؟
أراك الأسبوع القادم